عندما يذل الأولاد الوالد
كان قد قيل إن علياً بن أبي طالب - رضي الله عنه - قد قال: الأولاد مجبنة محزنة مبخلة. وإذا كانت هذه المقولة صحيحة، فإن في ذلك واقعاً يدل على عمق التفكير، لأن الحياة (نكد) على من يتعلق بها، وكثرة العيال من مسببات ذلكم التعلق، بحثاً عن رزقهم، وتجنباً لضياعهم.
كان (ابن التعاويذي- محمد بن عبيدالله- (519هـ - 583هـ)؛ قد أصابه مرض، فقد على أثره بصره:
كان (ابن التعاويذي- محمد بن عبيدالله- (519هـ - 583هـ)؛ قد أصابه مرض، فقد على أثره بصره:
فهاأنا كالمقبور في كِسْرِ منزلي
سواء صباحي عنده ومسائي
وكان له راتب من ديوان الخليفة الناصر، فلما أصيب بالعمى طلب أن يحصل باسم أولاده، ثم كتب هذه القصيدة ورفعها للخليفة ملتمساً فيها تحديد راتب له مُدّة حياته:
خليفة الله أنت بالدين والـ
دنيا وأمر الإسلام مضطلع
أنت لما سنّه الأئمة أعـ
لام الهدى مقتف ومتّبع
قد عُدِم العُدمُ في زمانك والجو
رُ معاً والخلاف والبدع
فالناس في الشرع والسياسة وال
إحسان والعدل كلهم شَرَعُوا
يا ملكاً يردع الحوادث وال
أيام عن ظُلمها فترتدع
ومن له أنعمٌ مكررة
لنا مصيفٍ منها ومرتبع
أرضي قد أجدبت وليس لمن
أجدب يوماً سواك منتجع
ولي عيال لا درَّ درهم
قد أكلوا دهرهم وما شبعوا
إذا رؤوني ذا ثروة جلسوا
حولي ومالوا إليَّ واجتمعوا
وطالما قطّعوا حبالي إعـ
راضاً إذا لم تكن معي قطع
يمشون حولي شتى لأنهم
عقاربٌ كلما سعوا لسعوا
فمنهم الطفل والمراهق والر
ضيع يحبو والكهل واليفع
لا قارح منهم أؤمل أن
ينالني خبره ولا جذع
ويواصل الشاعر وصف الأولاد، وأنه لا فائدة منهم:
ولي حديث يلهي ويعجب من
يوسع لي خُلُقه فيستمع
نقلت رسمي جهلاً إلى ولد
لست بهم ما حييت أنتفع
نظرت في نفعهم وما أنا في اجـ
تلاب نفع الأولاد مبتدع
وقلت هذا بعدي يكون لكم
فما أطاعوا أمري ولا سمعوا
واختلسوه مني فما تركوا
عيني عليه ولا يدي تقع
فبئس والله ما صنعت فأضـ
ررت بنفسي وبئس ما صنعوا
فإن أردتم أمراً يزول به الـ
خصام من بيننا ويرتفع
فاستأنفوا إلي رسماً أعود على
ضَنْك معاشي به فيتسع
وإن زعمتم أني أتيت بها
خديعة فالكريم ينخدع
حاشا لرسم الكريم ينسخ من
نَسْخ دواوينكم فينقطع
فوقّعوا لي بما سألت فقد
أطمعت نفسي واستحكم الطمع
ولا تطيلوا معي فلست ولو
دفعتموني بالمراح أندفع
وحلّفوني ألا تعود يدي
ترفع في نقله ولا تضع
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء